لغات الضواحيLes Laboratoires d'Aubervilliers إن ضواحي المدن الفرنسية هي المكان الذي ترتكز فيه مختلف تجارب الهجرة التي تكشف مرارا وتكرارا عن موروثات الحقبة الاستعمارية واتصال الحاضر بها. غير أن النظرة إلى نمط تعبير تلك التجارب – أي لغات الضواحي – كثيرا ما تتشتت في تخيلات مختلفة منبثقة عن عجز أو مبالغة تزداد غموضا: فمن جهة هناك من يرى في ذلك تدهورا للغة الوطنية السامية ومن جهة أخرى هناك من يتحدث عن تنوع لغوي معيق للتواصل يذكرنا بأسطورة بابل. وبينما يرى البعض في أعمال الشغب التي تندلع في الضواحي مجرد عنف لا يعبر عن أي شيء يرى فيها البعض الآخر بشائر ثورة قادمة لم تحدد بعد شعارها. لكن ما ذا لو كان القصور أو الإخفاق في التعبير المفترضان في تلك التركيبات المختلفة يؤثر أولا وقبل كل شيء في اللغة الاجتماعية والسياسية التي يستخدمها أولئك الذين يحاولون إقصاء الضواحي من توقعاتهم (بهدف تحويلها مرة أخرى إلى "أماكن إقصاء") ؟اعتمادا على هذه الخلفية، ستحاول ورشة وبرنامج "لغات الضواحي" فتح حيز لتبادل الأفكار والتفكير يرتكز إلى ممارسات لغوية وسيميائية ملموسة سواء في الحياة اليومية أو في الإنتاج الجماعي للنصوص والموسيقى والصور. سيتم البحث في الطابع الابتكاري والإبداعي الذي يميز تلك الممارسات ومختلف الطرق التي تتخذها لتحويل الواقع وتهجينه وترجمته وكذلك المعنى الذي تكتسيه في انتقادها للأنماط الفكرية السائدة عن "الضاحية". سنولي أهمية خاصة لعملية التنظيم الذاتي الاجتماعي ولفرص التمثيل السياسي والعمل السياسي في سياق يتميز بعدم مساواة الجميع في الحقوق. |